سياسة العائلة الخليفية تتواصل: حماية الجلادين وتكميم الأفواه بالقوة وعسف القوانين
لم يكن غريباً ان يتم استنفار جميع أجهزة حكومة العائلة الخليفية لإستقبال مهندس التعذيب في البحرين البريطاني إيان هندرسون بعد انتشار صورة له مع زوجته – عبر الانترنت – إثناء مغادرتهما مطار هيثرو متوجهين للبحرين بداية الأسبوع الفائت. ولم يكن غريباً على تلك الأجهزة ان تحمي رئيسها ومدربها وموجهها بغلق المداخل المؤدية للمطار وتفتيش جميع السيارات المتجهة للمطار بعد ان علمت بنية التجمع والإحتجاج على وصول الجلاد البريطاني للبحرين، بل قامت تلك السلطات باعتقال ثلاثة صحافيين تمكنوا من الوصول لقاعة المطار، والتحقيق معهم لساعات طويلة وتعنيفهم حين أعربوا عن نيتهم التحقق من وصول هندرسون- مدير الأمن الفعلي- للبحرين. وقد لوحظ انتشار السيارات المدرعة وفرق الموت المدججة بالسلاح في مواقع مختلفة على الطريق المؤدي للمطار، مما أثار هلع المواطنين الآمنين ولفت أنظارهم الى حدث وصول الجلاد للبلاد.
وكان إيان هندرسون وزوجته في طريقهما لدخول مطار هيثرو حينما لمحهما أحد رموز المعارضة الذي لم يال جهداً للتعرف عليه وتعنيفه والتعرف على وجهته وأماكن إقامته التي تشمل بريطانيا (محل إقامة إبنه) وجنوب أفريقيا (محل إقامة إبنته) والبحرين حيث أعرب عن حبه للإقامة فيها بشكل مستمر. وقد دافع الجلاد هندرسون عن سياسة التعذيب والقتل أثناء فترة إدارته المباشرة لجهاز الامن في الفترة الماضية، كما دافع عن باقي القتلة والمعذبين من أمثال الجلاد عادل فليفل. وكان الجلاد هندرسون قد أحيل على التقاعد- وبقى مستشاراً للديوان وجهاز الأمن منذ العام 2000م بعد أن ارتفعت الأصوات المطالبة بالغاء قانون ومحكمة امن الدولة. وقد لعب هذا الجلاد دوراً محورياً في تأسيسهما والعمل على تفعيلهما طوال فترة إدارته منذ قدومه للبحرين في أبريل 1966م. وقد ترأس هذا الجلاد حملة شرسة ضد ثوار الماوماو في كينيا بشتى وسائل التعذيب التي تفنن فيها للحصول على أعترافات من يعتقل من الثوار أدت الى التأثير على تلك الحركة التحررية. وعمل على نقل تلك التجربة السيئة لتلامذته المعذبين في البحرين الذين يفتخر بتربيتهم له ومنهم عادل فليفل وخالد الوزان وعبدالعزيز عطية الله وخالد المعاوذة والعكوري (أبو فخري)، وغيرهم من المعذبين الذين تفننوا في تعذيب البحرينيين في أقبية السجون. ولهذا فهو المسئول الأول على قائمة الجلادين والمعذبين الذين ينتظر شعب البحرين محاكمتهم، عاجلا أم آجلاً، ولن تتوقف الحركة المطلبية في تقديم أولئك للمحاكمة سواء في داخل البحرين أو خارجها.
من جانب آخر، فإن بقاء هذا الجلاد العالمي في البحرين، يعتاش ويهنأ من خير البحرين بعد أن اعتاش على دماء أبنائها للفترة الماضية، دليل على أن العائلة الخليفية غير جادة في ما تطلقه من دعاوى الإصلاح والتغيير. فعن أي اصلاح تتحدث ورموز التعذيب منعمين ومرفهين ولازالوا يمارسون أدواراً مختلفة في تعذيب أبناء الشعب، وكيف يبرر النظام وجود هذا الجلاد وحمايته، غير أنه لازال يلعب دوراً خلفياً في جهاز الأمن بعد أن تطلب الوضع نزوحه للواجهة الخلفية. إن سياسة تكميم الأفواه وعقلية التعذيب الجماعي للقرى، واستهداف النشطاء والمعارضين والتفنن في مضايقتهم ومحاصرتهم، تؤكد الأستفادة من تجارب الجلاد هندرسون- مهندس التعذيب في البحرين. الأسبوع الماضي شهد مسلسلات متواصلة من القمع وتكميم الأفواه، بدأت بمحاصرة قرية المالكية وأغراقها بغاز مسيل الدموع الكيماوي، والرصاص المطاطي الذي سقط فوق رؤوس المواطنين في داخل البيوت. وجاءت ردة فعل قوات فرق الموت الخليفية بعد أن قام أبطال المالكية بمحاولة نزع حظائر مصائد الأسماك التي ثبتها الشيخ حمد بن محمد – ابن عم الشيخ حمد- الذي يستغل نفوذه ويمارس دور الإقطاعي بدون الإهتمام بأية شرعية أخرى- للإستحواذ على ساحل المالكية كما يقوم بقية أفراد العائلة الخليفية. وقد قام المواطنون بعدة محاولات يائسة لإستعادة الساحل المحتل من قبل الخليفي حمد بن محمد، إلا إنها لم تنجح. ومنذ ان بدأ أبطال المالكية استعادة حقهم بيدهم، تعسكرت قوات فرق الموت بشكل دائم داخل مزرعة الخليفي حمد بن محمد لتحمي الحظائر غير المشروعة، ومتى ما حاول الشباب المالكي نزعها من وسط البحر، تعرض أولئك الشجعان لوابل الرصاص المطاطي والغاز المسيل الدموع والكيمياوي. ولازالت عمليات المقاومة مستمرة في المالكية- قرية الصمود في وجه الطغيان- وسوف تتواصل الى أن يرجع الحق لأهله ولو بعد حين. كان من بين من شاهد تلك العمليات الأخيرة والكر والفر بين مقاومي المالكية وفرق الموت الصحافي الشهير بيل لو- مراسل البي بي سي العالمية، وقد تم تهديده من قبل فرق الموت لمغادرة المالكية حتى لا يشهد على ما تقوم به تلك القوات من انتهاكات في حق المواطنين المسالمين. مؤسسات المجتمع المهني والعمالي من جانبها ما تزال محاصرة من قبل السلطات الخليفية، فتارة تستهدف باسم اللوائح الإدارية وأخرى باسم القوانين التعسفية. ففي وزارة الصحة تعقد لجنة تحقيق وزارية لرئيس جمعية الأطباء البحرينية بعد أن تحدث للصحافة بخصوص تسرب الإستشاريين البحرينيين لخارج البحرين، حيث اعتبر ذلك تصريحاً غير مصرح به ويشوه صورة السلطات أمام الرأي العام. من جانب أخر، عقدت وزارة المواصلات لجنة تحقيق وزارية لرئيسة نقابة البريد بعد تصريحاتها على صفحات الجرائد واعلانها تحفظ النقابة على خصخصة قطاع البريد وأثر ذلك على منتسبيه وعوائلهم. ويستمر التعاطي الشعبي الرافض لتمويل صندوق التأمين ضد التعطل عبر الإستقطاع الشهري من دخل الموظفين والعمال، وقد دعت اللجنة الأهلية لمناهضة الإستقطاع الى مسيرة احتجاجية عصر هذا اليوم للتاكيد على حق التأمين ضد التعطل للعاطلين، وعلى رفض تمويل الصندوق الخاص بذلك من جيوب المواطنين، والمطالبة بتمويله من مدخولات النفط التي تذهب لديوان الشيخ حمد وجيوب المتنفذين من عائلته. ومن المتوقع ان يتم محاصرة هذه الفعالية أما عبر فرق الموت الخليفية أو من خلال الحصار الإعلامي الذي يديره الديوان في الرفاع. إن الإستمرار في قمع الأصوات الشعبية- بالقوة العسكرية او بقوانين القمع الخليفية- للتعبير عن تفسها والمطالبة بحقوقها، لن يساهم في حلحلة القضايا والمطالب الشعبية. وإن أية محاولة لكتم الاصوات سوف تزيد من حالة الإحتقان وتساهم في زيادة أوار الغضب الشعبي تجاه العائلة الخليفية المتسلطة، وسوف يقوي الأصوات المطالبة برحيل هذه العائلة عن اوال بعد ان سرقت الأموال والأراضي وعاثت في الأرض الفساد وسعت لإستبدال شعب البحرين الأصيل (شيعة وسنة) بفلول الصداميين والبعثيين والمرتزقة من دول الجوار. إن الظلم لا يمكن ان يدوم، مهما حاولت العائلة الخليفية المتجبرة ان تخفي حيفها وتسلطها، وإن شباب البحرين المقاوم وشعبها الأبي لقادرون على ايصال صوت شعبنا المظلوم الذي يطالب بحقوقه الى العالم، وان يقنع المؤسسات الدولية بشرعية مطالبه. وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم. اللهم ارحم شهداءنا الأبرار واجعل لهم قدم صدق عندك يا رب العالمين. |