معًا ضد العدوان الصهيوني على غزة، والعار للخونة المتصهينين
برغم المعاناة والمأساة لا نستطيع الا ان نتقدم بالتبريكات للمسلمين خصوصا شعبينا المظلومين في البحرين وفلسطين بالتبريكات والدعاء لهم بالنصر على اعداء الله والانسانية. ففيما يستمر نزيف الشعب الفلسطيني جرّاء العدوان الحالي من الصهاينة وعملائهم في ابوظبي والرفاع، يستذكر الحاج جواد الشيخ وعائلته شهيد الوطن الغالي نجلهم علي الشيخ، الذي مزقت جسده اليافع رصاصات الحقد الخليفي في عيد الفطر المبارك من العام 2011. عشرة اعوام عاشتها العائلة ومعها شعب البحرين شاهدوا خلالها من الجرائم الخليفية ما لا يحصى، وودعوا خلالها مئات الشهداء وضمدوا جراح الآلاف. نكرر مواساتنا مجددا لعائلة الشهيد علي الشيخ، وتضامننا الثابت والدائم مع اهلنا في فلسطين، واستنكارنا الشديد لسياسات الاماراتيين والخليفيين المخزية التي شجعت المحتلين على العدوان وقتل المزيد من اهلنا في ارض المعراج.
العار للمحتل المجرم الذي يقتل الاطفال والنساء ويهدم المنازل على رؤوس ساكنيها. والخزي لمن يعترف به ويصافحه ويطبّع معه. فما ارتكبه من مجازر في الايام القليلة الماضية لم يكن ليحدث لولا شعوره بالحصانة التي يوفرها دعم الانظمة العربية التي خانت الله ورسوله وامتها وفلسطين وأهلها. هذا العدو ليس لديه حدود في الاجرام عندما يواجه تحديا من اهل الارض. فالمحتلون لا يرحمون اصحاب الارض المغلوبين على أمرهم. لقد احتلوا فلسطين في العام 1948، ولكنهم لم يرضوا بالمساحة الجغرافية التي وضعوا ايديهم عليها بل اضافوا لها مساحات اوسع في عدوانهم في العام 1967، ويرفضون التخلي عن شبر منها. وما يبعث على الغضب امور عديدة: اولها الدعم الغربي المطلق للاحتلال وإضفاء الشرعية عليه. يبدأ هذا الدعم من أمريكا ويصل الى اوروبا التي لم تتخذ موقفا يختلف جوهريا لرفض الاحتلال. ثانيا: التخاذل الدولي الذي بدأ بتقسيم فلسطين ووصل الى حد الصمت على الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ليس في فلسطين فحسب بل في الدول المجاورة، مثل لبنان وسوريا والعراق. هذا العالم يقف صامتا امام الجرائم الاسرائيلية التي وصلت ايران التي تعرضت لتفجيرات متواصلة في محطات البحث العلمي والتوليد الكهربائي، بالاضافة للاغتيالات المتواصلة للعلماء. ثالثا: تخاذل الانظمة العربية وتواطؤ بعضها مع قوات الاحتلال. ألم يصف وزير الخارجية السعودي الأسبق، سعود الفيصل مجموعات المقاومة بانها عبثية؟ ألم يبرر وزير خارجية البحرين السابق، خالد بن أحمد الخليفة الاعتداءات الاسرائيلية بانها مشروعة لانها دفاع عن ا لنفس حسب قوله؟ رابعا: شن الحملات السياسية على ايران بسبب مواقفها الرافضة للاحتلال ودعمها مجموعات المقاومة، واستهداف المجموعات الرافضة للاحتلال في فلسطين ولبنان.
هذه الحقائق شجعت الاسرائيليين على التمادي في جرائمهم. ففي الوقت الذي كانت تضرب فيه بوحشية تظاهرات حق العودة في العام الماضي، كان الاماراتيون والخليفيون يكافئونها بالاعتراف أولا وإقامة العلاقات الدبلوماسية معها ثانيا، والتطبيع ثالثا. ومهما قال هؤلاء فان ما ارتكبوه خيانة عظمى بحق الله ورسوله والانسانية وفلسطين. يمارس هؤلاء خيانتهم بعد ان زجوا بالأخيار من المواطنين في السجون، ونكلوا بالاحرار، مدعومين من دول “العالم الحر” التي توافقت معتهم على سياساتهم ومن بينها التنكيل والاضطهاد. فهل ثمة تبرير أخلاقي او إنساني للدعم الانجلو – بريطاني لهؤلاء الحكام خصوصا الخليفيين سوى توافقهم جميعا على امور ثلاثة: استمرار الهيمنة الغربية على المنطقة، توفير كافة اساليب الدعم والحماية لكيان الاحتلال، واضطهاد المطالبين بالحرية والاستقلال. لذلك يمكن القول ان الحقبة الحالية من التاريخ العربي تعتبر من أسوأ ما مر بالامة من انهيارات منذ سقوط الدولة العثمانية قبل مائة عام تقريبا. فالاحرار مغيبون في سجون مصر والسعودية والامارات والبحرين. والحروب تشن بدون توقف ضد رافضي الاحتلال في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وايران وفلسطين. والقوانين الدولية تسخر لدعم هذه السياسات والاهداف، وتسخر أموال النفط لخدمة هذه الاهداف ايضا بعقد الصفقات مع الدول الغربية الداعمة وشراء المواقف والاقلام.
الجريمة الحالية التي تمارسها قوات الاحتلال تفوق في بشاعتها كافة جرائمها السابقة، وتتم هذه المرة بدعم من طغاة العرب الذي أظهروا للعالم عدم اكتراثهم بأرض فلسطين او ارواح أهلها وحقوقهم. وما ارتكبه الاماراتيون والخليفيون في الشهور الاخيرة يجعلهم شركاء في ذبح اهلنا في فلسطين، كما ذبحوا اهلنا في البحرين. وقد كشف العدوان المتواصل تواطؤ “العالم الحر” مع المحتلين، وذهل العالم وهو يسمع تصريحات الرئيس الامريكي جو بايدن مؤكدا دعم العدوان بدعوى حق المحتلين في حماية انفسهم، متجاهلا حق السكان الاصليين في الوجود والوطن. ومرة اخرى يتأكد لشعوب العالم عدم جدوى التعويل على المواقف الغربية التي تحددها المصالح وليس المباديء. الامر المؤذي ان هذه الدول ساهمت بشكل مباشر في تهميش دور الامم المتحدة التي يفترض ان تقوم بدور فاعل لمنع نشوب الحروب ووقفها حين تشتعل. فلم يعد لهذه المؤسسة دور حقيقي لادارة شؤون العالم وعلاقات دوله ووقف نزاعاته. اما امريكا فهي الاخرى مدفوعة بمصالحها ونزعاتها التوسعية وتاريخها الاجرامي في غزو البلدان وقتل الشعوب. وتعتبر امريكا أساس التحالف الشرير الذي اصبح ناديا للطغاة والمستبدين والمحتلين، ومن يعوّل عليها لدعم أي تغيير ايجابي فرهانه خاسر.
العدوان المستمر على الفلسطينيين يهدف لإحداث تغيير في التوازن العسكري في المنطقة لغير صالح الشعوب. فهو يسعى لتكريس الاحتلال الاسرائيلي كعامل توازن ضد قوى التغيير والاستقلال، وحماية انظمة الاستبداد في الخليج خصوصا السعودية والامارات والبحرين، وتدمير جناح المقاومة الذي يهدف لاستعادة فلسطين وحماية شعبها، ومنع التغول الغربي في المنطقة. ولم يكن استسلام هذه الانظمة لقوات الاحتلال وهرولتها للتطبيع معها الا مقدمة للجريمة الجارية حاليا. وصمت الامارات والسعوديين والخليفيين ونظام السيسي وتواطؤهم مع امريكا يؤكد مؤامرة هذه القوى الشريرة وتآمرها ضد فلسطين والعرب والمسلمين. لقد اتضحت معالم الخطة الخيانية لهؤلاء التي بدأت بقمع الشعوب وتكميم الافواه واعتقال العلماء والنشطاء والمفكرين، وهي خطة شيطانية خبيثة يجدر بشعوب الامة استيعابها والتصدي لها بوعي وإرادة. فالسعوديون والاماراتيون لم يترددوا في عدوانهم على شعب البحرين لقمعه وإجهاض ثورته.، لكنهم لم يحركوا ساكنا للدفاع عن اهل فلسطين امام عدو غاشم. ان القلوب لتدمى للعدوان الشيطاني المجرم على أهالي غزة، ومشاهد الدمار الشامل وهدم المباني الشاهقة على رؤوس المواطنين الابرياء تؤكد وقوع جرائم حرب على نطاق واسع، وهي الجرائم التي ترفض امريكا وبريطانيا ان تقوم محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق فيها. ولكن ثقتنا في الله كبيرة بان ينصر أهلنا في فلسطين والبحرين ويهزم المحتلين والمستبدين والطغاة، وما ذلك على الله بعزيز.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
14 مايو 2021