قضايا التخريب البيئي والقمع وسحب الجنسية تلاحق الخليفيين حتى في جلاسجو
يستحيل ان يقبل شعب البحرين بما يمارسه الخليفيون من هرولة في طريق التطبيع مع العدو الصهيوني. فذلك يتناقض مع وجوده وإنسانيته ودينه وعروبته. فقد تعلم هذا الشعب من تجاربه الطويلة ان أساليب التضليل والتسويق المدعومة بالقهر والقمع إنما يمارسها الطغاة الذين يعدمون الوسيلة لبسط نفوذهم على البلدان والشعوب التي يحكمونها. وإذا كانت شعوب أخرى قد تستسلم لأساليب قوى الثورة المضادة، فان البحرانيين لا يستسلمون ولا يخضعون ولا يخنعون، بل يصمدون ويقاومون ويرفضون الظلم والاستبداد والاحتلال بكل ما لديهم من إمكانات. فهذه المقابر تشهد لشبابهم بالبطولة التي دفعت ا لواحد عندما يرى أخاه شهيدا للقول: أنا الشهيد التالي. ولذلك أفشلوا الحكام الطغاة الذين ماتوا بغصتهم ورحلوا غير مأسوف عليهم. فكيف كانت نهاية عيسى بن سلمان وأخيه خليفة؟ رحلا وقلوب أمهات الشهداء تشكو الى الله ظلمهما البشع، فغابوا ولم يذرف عليهما مواطن شريف دمعة عين. وما نهاية الطاغية الحالي؟ ألم تمتليء الشوارع بشعارات “يسقط حمد” ألم يستقبل شباب البحرين الدبابات والمصفحات وقوات الشغب في كل منطقة بهذا الهتاف وكل منهم يعلم ان مصيره قد يكون الاستشهاد؟ فكيف ستكون نهاية رئيس الوزراء الحالي الذي قطع أشواطا طويلة في التطبيع مع العدو وارتكب أسوأ أشكال الخيانة؟ ما مصيره وهو الذي تفوق على أسلافه في الإمعان بإذلال البحرانيين عن طريق الخديعة ودس السم في العسل؟ هل يعتقد ان قادة الشعب ورموزه يمكن يان ينخدعوا بأبواقه الفاشله؟ لقد هبوا جميعا لرفض المشروع الوحيد الذي قدمه منذ ان استولى على السلطة بعد موت عم والده الذي كان لم يأسف مواطن شريف لغيابه. لقد رفض الشعب وقادته ورموزه جريمة “العقوبات البديلة” التي أسماها سماحة الشيخ عيسى “الظلم البديل”، وبقيت الآزمة تتفاقم بدون ان يكون في الأفق نهاية لها. هذه الأزمة ستلاحق سلمان بن حمد طوال فترة حكمه، على أمل إسقاطه بعد ان فقد مصداقيته. فبعد مرور عام على تربعه على رأس الحكومة فشل سلمان في استيعاب حقائق الواقع، وبالغ في الخيانة والتطبيع متوهما ان الصهاينة سيحمونه من غضب الجماهير الغاضبة التي لم تر خلال العهد الخليفي الأ الشقاء والعذاب.
لقد مر عام على موت خليفة بن سلمان بعد قرابة نصف قرن من الحكم بالنار والحديد والتنكيل والاستبداد والظلم والتعذيب والقتل: فما بكت عليهم السماء وما كانوا منظرين. وإذا كان رحيله قد فسح المجال كاملا لابن أخيه الذي توج نفسه “ملكا” بالقوة والخداع، فانه لم يخفف غضب الشعب على العصابة المجرمة التي ما فتئت ترتكب الجرائم بدون توقف. فهل توقفت الاعتقالات؟ هل انتهى القمع والاضطهاد؟ هل استمع الخليفيون للمطالبة الدولية بإطلاق سراح السجناء السياسيين بدون قيد او شرط؟ هل أعادوا الجنسية لمئات المواطنين الذين بدأت محنة بعضهم في مثل هذه الأيام قبل تسعة اعوام عندما أصدر الطاغية قرارا بإسقاط الجنسية البحرانية عن 31 مواطنا لم يرتكب أي منهم جرما يعاقب القانون عليه. بجرة قلم واحدة تصرف الطاغية في ما ليس له. فليس من حقه، لو كان حاكما شرعيا يحكم بالعدل والقانون، إسقاط جنسية السكان الأصليين الذين عاش أجدادهم في البلاد قبل احتلالها من قبل الخليفيين بمئات السنين. ففي أي منطق يحق لعصابة محتلة التنكيل بالسكان الاصليين بهذه الأساليب الاجرامية؟ من أعطى المحتل الخليفي إسقاط جنسية السكان الاصليين؟ لم يفعل ذلك الا محتلو فلسطين الذين اعتقد رموز الخيانة انهم سيوفرون لهم الحماية من غضب الشعب. لقد ظهر ولي العهد الخليفي ذليلا وتافها وهو يبدأ لقاءاته على هامش مؤتمر البيئة في جلاسجو بلقاء رسمي مع رئيس وزراء الاحتلال، بدون ان يكون هناك أي مبرر او حاجة لذلك اللقاء. أراد الخليفيون إيصال رسالة أخرى للسكان الاصليين في البحرين انهم ماضون في مشروع ا لتطبيع بعد ان ولجوا طريقا لا رجعة عنه.
في هذه الظروف يستمر الحراك الشعبي البحراني بدون توقف، وتزداد صلابة الأحرار الذين يخرجون كل مساء هاتفين بالبحرين وحريتها ومؤكدين صمودهم على طريق التصدي للخيانة والتطبيع ومن اجل استعادة هيبة البلاد وسيادتها. يعرف هؤلاء ان الخليفيين فشلوا في قيادة السفينة في بحر لجي، تتلاطم أمواجه ا لهائجة، فأوكلوا المهمة لمحتل آخر على أمل توفير حماية للقارب الخليفي الضال. من هنا أصبح واضحا للجميع ان البحرين تعيش صراع وجود بين طرفين لا ثالث لهما: البحرانيين الأصليين شيعة وسنة، والخليفيين المدعومين من قبل الأجانب. إنه صراع غير مضمون النتائج للخليفيين، بل تؤكد الشواهد انهم هم الخاسرون في حرب الوجود مع السكان الاصليين (شيعة وسنة).
ان سياسة التذاكي التي يمارسها رأس السلطة قصيرة المدى، وقد فشلت حتى الآن في توفير دعم دولي لعصابته المجرمة. ولم يساهم حضوره مؤتمر المناخ بمدينة جلاسجو الاسكوتلاندية في تحسن حظوظه السياسية. فقد سبقته حملة من الحقوقيين والاعلاميين تسلط الاضواء على اوضاع حقوق الانسان في ظل حكومته التي لم تتراجع شعرة عن سياسات القمع والاضطهاد، بل اتضح الآن ان سلمان بن حمد “الإصلاحي” أسوأ من أبيه الذي دشن عهده بإطلاق سراح السجناء السياسيين وطرح مشروع سياسي سرعان ما تخلى عنه وعاد الى الاستبداد. كانت بداية عهد الطاغية حمد واعدة خصوصا بالإفراج عن السجناء السياسيين وفتح بعض أبواب الحرية لمدة عام واحد قبل ان ينقلب على كل ذلك. اما نجله فلم ينجز شيئا من ذلك بعد مرور عام كامل من سيطرته على الحكم، ليس بانتخابه شعبيا، بل بالتوارث المقيت الذي يلغي حق الشعب في اختيار حكامه. ان بكاء أمهات الأطفال المعتقلين في طوامير التعذيب التي تديرها حكومة سلمان الخليفة سيتحول الى طوفان يقتلعه وعصابته، ولن يرد الله دعوات المفجوعات بأولادهم بمحق العهد الخليفي الخياني الأسود. وقد بدأ هذا الطاغية يتذوق طعم الحصار السياسي والاخلاقي الذي فرضه ضحاياه عليه. فلم يلتق الا بنظيره الصهيوني متحديا الشعب. وقد انبرى عدد من البرلمانيين والحقوقيين لتحديه علنا وكتبت البيانات والمقالات والتغريدات التي تكشف جرائمه الشنيعة وصمود البحرانيين وإصرارهم على إسقاط عهده الأسود.
ونحن نستذكر جريمة العصابة الخليفية في مثل هذه الأيام قبل تسعة اعوام عندما صدر اول قرار خليفي بإلغاء الجنسية عن 31 بحرانيا، نهيب بالمواطنين عدم الانخداع بالدعاية الاعلامية التي تسعى لترويج سلمان بن حمد كـ “إصلاحي” و “منفتح”، ونأمل ان يقاطعوا من يروجهله ويمارس الإرجاف لكسر صمود الوطن والشعب، وان يبذلوا المزيد من الجهود لإنجاح مشروع التغيير الذي انطلق في 14 فبراير 2011 والذي يأبى التراجع ان المساومة او الانخداع بالشعارات ومحاولات الإرجاف. لقد بلغ شعبنا مستوى من الوعي غذته التضحيات والمعاناة التي استمرت عقودا، ويشعر اليوم ان النصر لن يتأخر طويلا خصوصا بعد ان حفر الخليفيون قبرهم بأيديهم عندما استعانوا بالاجانب والاعداء على الشعب الذي لم يستعن الا بالله المقتدر الجبار. فصبرا صبرا، فأنكم المنصورون، وان جنداللههم الغالبون.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا، وتقبل قرابيننا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
5 نوفمبر 2021